عن البجاحة، والنَّطَاعة، وانحطاط النفس!.

تم نشرها في

أي تشابه بين شخصيات هذا العمل وشخصيات على أرض الواقع هو محض صدفة لعينة جارت علينا، ومن قبيل غدر الزمان بنا، ونوازل الدهر، وابتلاء الله لنا !

الواحد يبقى قاعد في أمان الله، ويلاقي منشور على الانترنت على صفحة حد من أنطع وأنذل خلق الله اللي عاشرهم في حياته. البيه كتب بوست ضحل زي دماغه، على خلفية خرائية زي معرفته الهباب بيقول فيه:

بوست البيه

"عندما تسترجع أحداث حياتك ستكتشف أن أكثر شخص أنت مدين له بالاعتذار هو نفسك".

ايه؟! (بصوت شفيق)

ده أنا من ساعة ما وعيت على حقيقة ن -للأسف الشديد- ليّ قريب، هنسميه شوكت لدواعي الدراما، وعلشان من ناحية مش قادر أشوف اسمه كتير، ومن ناحية تانية هو شوكت في حلق الكوكب! من ساعتها وأنا ما شفتش منه حاجة واحدة بس عِدلة! أقسم بالله عصرت ذهني مرات ومرات، ومفيش!

الموسيقى التصويرية التي كان لازم تشتغل أول ما البوست بتاعه ده يفتح، هي ضحكات رقيعة، مرتفعة، مستمرة، وعدد لا بأس به من الشخرات الإسكندراني! يا حبذا لو صاحبها كذلك عدد كبير من البعابيص الطائرة في الهواء!

أحه يا شوكت! أنت مدين لنفسك باعتذار؟! هَزُلَتْ والله! اعذرني عزيزي القارئ، بس الفقرة اللي فاتت مهمة جدا، ومرة واحدة ما كانتش كفاية، محتاجين نكررها تاني!

الموسيقى التصويرية التي كان لازم تشتغل أول ما البوست ده يفتح، هي ضحكات رقيعة، مرتفعة، مستمرة، وعدد لا بأس به من الشخرات الإسكندراني! يا حبذا لو صاحبها كذلك عدد كبير من البعابيص الطائرة في الهواء!

عدد محدود جدا من الأشخاص اللي شاء حظي العثر أقابلهم في رحلتي اللي ينفع الواحد يشاور عليهم لو حد سأل عن البجاحة، والنطاعة، والحقارة، ويبقى الواحد مطمئن ومتأكد إن الناس هتفهم المعنى بدقة شديدة. عدد الناس دي ما يكملش عدد صوابع الإيد الواحدة! وأنت يا شوكت على رأس هذه القائمة بلا منازع ولا جدال! بل، ده أنت الوحيد في هذه القائمة اللي فيك كل الصفات، الباقيين فيهم صفتين أو تلاتة بالكتير! ده الشجر لو عرفك هيستخسر فيك الأكسجين!

طبعا رديت على المنشور، وحاولت أكون مؤدب، ومنصف، على قدر استطاعتي، فكتبت له:

"يا سلاااام!!

يعني أنت سِبْت كل الناس اللي أنت مدين لهم باعتذارات (مش اعتذار واحد) بجد، و جاي "تكتشف" إنك عاوز تعتذر لنفسك؟!!

هو أنت امتى في يوم جيت على نفسك أو سبتها محرومة من حاجة أنت عاوزها؟ ولا فرق معاك في أي مرة ايه الصح من الغلط، ولا مسئولياتك ايه، ولا حتى ايه حلال وحرام! قال مدين بالاعتذار لنفسه قال!

كله هيتحل يوم القيامة، وكل حق اتهضم واعتذار واجب هيوصل لأصحابه إن شاء الله."

الكلام طبعا ما عجبوش، وكعادته لما يتهزأ، بيحاول يقلب الكلام هزار، ولكن أنا فضلت ماسك الخط كما هو موضح بالشكل:

تعليقي، وردوده

اللي يعرفني يقدر بوضوح شديد يشوف قد ايه أنا ماسك لساني، وضابط أعصابي في الرد.

الموضوع كبر، ودخل أشخاص آخرين، ما عنديش ناحيتهم أي مشاعر سلبية الحقيقة، ولا آذوني قبل كده، يردوا ويدافعوا عن البيه! ردود من هذا النوع:

التعليق الأول

التعليق الثاني

ولإني زي ما قلت فوق، مفيش من ناحيتي مشاكل معاهم، أخفيت أسمائهم، وما رديتش عليهم، واكتفيت بالتفاعل مع تعليقاتهم بالضحك وخلاص. لكن المضحك المبكي بجد في هذا الموضوع، إن اللي داخلين يردوا دول لم يسلموا من أذاه لحظة واحدة من ساعة ما وعيت على الدنيا.

لفتة لطيفة هنا فيما يتعلق بالتعليق الثاني: التعليق منشور ردا على البوست الأصلي، مش ردا على تعليقي. أظن إن صاحب أو صاحبة التعليق يقصد الرد عليّ، وإن دي زلة تقنية بتحصل عادي. لكن، سيكون مضحكا جدا لو كان القصد من التعليق الرد على صاحب البوست، بس كاتب أو كاتبة التعليق قرروا يمثلوا إنه رد موجه ليّ! :D


غيض من فيض الآثار العَطِنة للمذكور

بس تمام، يا صاحب التعليق الأول، أنت فاكر إني بأتبلّى على المذكور؟! تعالى أحكيلك فيض من غيض آثاره العفنة، وسيرته العطنة!

(١)

هل تعلم أن المذكور سرق عفش أمي الله يرحمها؟! لما شوكت اتجوز أول مرة، أبويا -الله يرحمه- عرض عليه يقعد في شقتنا لأنه كان محتاس مش لاقي شقة، واحنا كنا مسافرين بحكم شغل بابا. كنا بنسافر معظم السنة، ونرجع في أجازة الصيف.

قبل ما نرجع من السفر، أبويا بلّغه علشان يلحق يدبّر حاله، وكفاية برطعة الشهور دي كلها، شوكت طبعا ساب لنا الشقة، بس ما سابش فيها عفش! جهاز أمي الله يرحمها شفطه، ونقله لشقته الجديدة، وفضل معاه سنين طويلة بعدها (إن ما كانش لسة عنده حاجات منه).

(٢)

هل تعلم إن شوكت بعد وفاة أبونا كان عاوز يطردنا من شقة أبونا، ويقعدنا عند عمي الكبير -الله يرحمه- ، ويقعد هو في شقتنا؟! في محاولته لتحقيق ده فضل يوقع بيننا وبين عمي الكبير واحنا في بيت عمي الكبير، لدرجة إن عمي الكبير انفعل جدا، وضربني على وشي بالقلم بسبب هذا الشخص؟

في وسط هذا اليوم المشهود شوكت قال كلام محفور في دماغي حتى هذه اللحظة من كتر ما كان الكلام ده منحط، وحقير، وخسيس، ودنيئ. تخيّل عمّك بيقول لولاد أخوه بعد ما فقدوا أبوهم (وقبلها بسنتين أمهم)، تخيل إنه بيقول لهم الآتي

"دول أكلوا أكلات، عمري في حياتي ما أحلم آكلها! دول لبسوا هدوم، عمري في حياتي ما أقدر ألبسها! واتفسحوا فُسح مستحيل أعمل عُشرها! عاوزين ايه تاني؟!".

متخيّل؟!

كان بيقول الكلام ده وهو بيقول لنا نسلمّه مفاتيح شقتنا، علشان "محتاجين نقعد عند عمي الكبير نتربّى"، على ايه؟ والله ما عارف! ودي كانت أول مرة بعد وفاة أبويا الله يرحمه أقول لحد كبير "لا" بصوت عالي من كتر بشاعة الموقف!

(٣)

هل تعلم إن بعد وفاة أبويا، لما كان البيه يحب يغيّر جو، ينزل من الفيّوم وييجي يقعد عندنا في البيت اللي قاعد فيه أنا وإخواتي لوحدنا، قال ايه "بيتطمن على ولاد أخوه". في هذه الزيارات اللي جاي يتطمن علينا فيها، البيه كان ما بيصرفش ملّيم من جيبه! كان بياخد من مصروف بيتنا أنا وإخواتي كل حاجة:

  • فلوس المواصلات رايح جاي
  • فلوس أكله وشربه
  • فلوس سجايره
  • وطبعا كان بيضرب أي باقي عند الدفع علشان يكمل ورد النتانة اليومي!

وصل بيه الفجر إنه كان بيبعتنا نشتري فاكهة "للبيت" بـ"فلوسنا"، ويقعد يطفحها لوحده على الكنبة في صالة بيتنا وهو بيتفرج على التليفزيون في صالة بيتنا وسايبنا!

أكرر:كان بيبعتنا نشتري فاكهة "للبيت" بـ"فلوسنا"، ويقعد يطفحها لوحده على الكنبة في صالة بيتنا وهو بيتفرج على التليفزيون وسايبنا!

(٤)

لما جدي -الله يرحمه- مات، بعد ما اتدفن مباشرة، ورجع على البيت هو عمي وعمّاتي، قال لهم كده في وشهم، قبل حتى ما تربة جدي تبرد، إن جدو "سايب له المحل"، وإنه "هياخد شقة جدو الإيجار القديم" كده بالدراع، ويطرد مرات جدي منها، والكام مليم اللي فضلوا بعد مصاريف علاج جدي الله يرحمه، البيه قال لك "آخد بدل مصاريف ما أعرفش ايه" -زي ما عمل معانا بالضبط لما كان بييجي "يتطمن علينا"- ، والفلوس اللي فاضلة بعد المصاريف قال لك "أنا هأخدها علشان ده نصيبي".

(٥)

الموقف اللي فات مهم، لأن ما حدش سمع من جدي أي حاجة من هذه الإدعاءات إطلاقا!

على النقيض، وبحكم إن أبويا مات قبل جدي: جدي قال مرارا وتكرارا وهو عايش، وبشكل واضح لا يحتمل اللبس، قدام كل الناس، إنه متنازل عن نصيبه في ورثه من أبويا. جدي قال الكلام ده في القعدات الخاصة، والعامة. قاله على الملأ وعلى التليفون، وعلى ترابيزة الغدا قدام العيلة كلها في تجمعات العيد. قاله وعاده وزاده صباحا ومساء.

بس طبعا لما جدي توفاه الله، شوكت قال لك "مفيش الكلام ده، أنا هآخد فلوسي".

(٦)

ده أنت يا جاحد كانت عينك هتطلع من جمجمتك وكان ناقص بس لعابك يسيل في عزاء أبويا وأنت عمال تُحرك وتُفرك وما شلتش عينيك لحظة من على مرات أخوك! ده أنت في عزاء أخوك يا بهيم! وولاد أخوك الدنيا اتطربقت فوق دماغهم، علشان أبونا سابنا لوحدنا،. بس أنت طبعا مش فارق معاك، ومش فاضي لنا!

(٧)

ده أنت يا عرّة العِرَر كان لازم العيلة كلها تتحايل عليك علشان تتكرم وتهزها وتعمل "صينة البسبوسة" اللي بتعرف تعملها، وتقعد بعدها سنين من الذل والمن لغاية أما تحن وتعملها تاني بعدها بتلات أربع سنين! وأذكر مرة وللا اتنين طلبت من الناس فلوس المكونات كمان!

(٨)

أنا مش هأتكلم عن المصايب اللي عملتها وبتعملها وهتعملها في أهلك وبقية عيلتك، والله أعلم مين من معارفك سلم أو لم يسلم.


الخلاصة

قال تعتذر لنفسك قال! يا أخي ده "أحه" واقفة مذهولة من الصدمة!

مع خالص الشخر/ خصيمك يوم القيامة، وأقسم بالله مش مسامح في حبة تراب واحدة.