أنا والتعليم وهناك!.
تم نشرها في
"يحكى أنه قبل سبعة عشر قرنا من الزمان (إلا 1685 سنة تقريبا!) كان هناك طفل يدعى مصعب في بلاد تدعى مصر يدرس بالصف الثاني من الحضانة المعروف بالكود الحركي (KG 2) ...
كانت دراسته هادئة إلى أن قررت أسرته أن ينتقلوا إلي بيت آخر، وبالتالي اضطر والده أن ينقله لمدرسة جديدة بجوار المنزل الجديد، وحيث أن KG 2 كانت أعلى في مصاريفها من الصف الأول الابتدائي فقد استغل مدير المدرسة الجديدة (الشرير) أن الطفل كان أصغر بشهرين أو ثلاثة من الصف الأول الابتدائي وألحقه ثانية بـKG 2!!"
آه والله دي بدايتي!
حتى أي حد على الماسينجر (أو على الطبيعة) بيسألني عن تاريخي الدراسي أقول له "دي قصة طوييييييييييييلة تعود إلى KG 2" وما يصدقنيش!
ما علينا.. وصلت لغاية الصف الثالث الابتدائي متأخر سنة بسبب العملة المنيلة بتاعت اسمه ايه ده، وفي التيرم الثاني (كان فاضل شهرين أو تلاتية على الامتحانات تقريبا) والدي قرر إنه يسافر يشتغل برة..
سافرنا باكستان واستقرينا في العاصمة إسلام آباد اللي فيها الجامعة الإسلامية العالمية اللي والدي رحمة الله عليه كان بيدرس فيها شريعة وقانون (أصله خريج دار علوم)..
في نفس هذه السنة -اللي كان فاضل فيها شهرين- بابا قدم لي في السفارة المصرية علشان أمتحن خامسة ابتدائي!
ولأن الامتحانات كانت من منازلهم الوضع ما عجبش بابا، فراح مقدم لي في معهد يمني (سنة رابعة ابتدائي) وكانت مواده تقيلة أوي أوي، أنا فاكر إننا أخدنا كتاب "أجرومية" –نحو يعني- فيه كل النحو اللي أخدته في مصر لغاية أما اتخرجت من ثانوي، وفيه حاجات كمان ما قابلتهاش!
المعهد اليمني كمان كان من منازلهم!
ولذلك قرر أبي أن يلحقني بمدرسة باكستانية، وبالفعل ذاكرت التلات مناهج وجبت ساعتها متوسط 92 %... آه بجد..
التلات سنين اللي بعد كده (من أولى لتالتة إعدادي مصري) عديت على حاجات كتيييييييييييييير أوي أوي..
قعدت تيرم ونص في معهد أزهري -مش فاكر في سنة كام-، وسنتين في مدرسة سعودية، بالإضافة لامتحانات السفارة بكل تأكيد وكذلك مدرستين باكستانيين أخريين!
وأنا في تانية إعدادي أصبت بمرض الصفراء (التهاب كبدي وبائي A) و يادوب ذاكرت قبل الامتحانات بتلات أسابيع لما كنت خفيت والحمدلله ربك ستر..
وأنا في تالتة إعدادي مصري –ركز أوي هنا- كنت بآخد ثانوية عامة بريطاني (GCE) في مدرسة تركيا عاملاها في باكستان! كانوا على سنتنا لغوا الـGCE ونزلوا نظامين أسهل GCSE و IGCSE بس مدرستنا أبت إلا أن تدرس GCE اللي كان أكثرهم شمولا وصعوبة، ولسة معايا كتب منها لغاية دلوقتي، ما تستغربوش .. أصل هم هناك بيعاملوك على مستواك العقلي مش سنك زي بلدنا الموقرة مصر، وكانوا بيقولوا لي : "لغتك الإنجليزية ضعيفة –اللغة بتاعت التعليم في كل مدارس باكستان اللي حضرتها كانت انجليزي- .. علشان كده مش هنعرف نطلعك أكتر من كده بس أنت عقلك يجيب"، بس للأسف رجعنا مصر قبل شهر من الامتحانات وإلا كنت هأبقى واخد ثانوية وأنا عندي 14 سنة!
رجعنا مصر، و حصلت شوية ظروف ملخبطة كتير، ووالدتي توفيت والظروف اتلخبطت أكتر، المهم دخلت المدرسة متأخر شهر ونص تقريبا علشان كان بابا مشغول في دخول بقية إخواتي المدارس وأنا كنت بأساعده..
بعد خناقة بين بابا ومدير "أحمد لطفي السيد الثانوية بنين" اتقر بي المطاف في فصل أولى أول (1/1 ث) "أحمد بهجت فتوح الثانوية بنين"، وهنا ابتدوا يعاملوني على إني كائن فضائي، وكان في مدرسين ما يتنسوش أبدا، أستاذة "هالة" مدرسة الإنجليزي اللي كانت بتحلف بي وبتتباهي بي وسط بقية أولى، و الأستاذة "ليلى" ربنا يـ.. وللا بلاش بتاعت الرياضيات اللي كانت مستقصداني مش عارف ليه!
طلعت تانية ثانوي (فصل تانية أول)، ولأن امتحانات تانية كانت جاية لناس بتحفظ من غير ما تفهم، ولأني ما بأحبش أحفظ من غير ما أفهم ولأني ما ذاكرتش غير آخر شهر بس جبت 89 % تقريبا –يعني ما كنتش أحصل هندسة حلايب وشلاتين!!- ولأني كمان كنت مشترك في الصحافة المدرسية وبأزوغ من بعض الحصص المملة! المهم عدت على خير ودخلت فصل تالتة أول!
كنت أقل واحد جايب مجموع في الفصل، كان معايا ناس جايبة 98 % وأرقام فلكية أخرى! –مش فلكية أوي بس بالنسبة لمستوى المدرسة- وكانوا بيتريقوا علي أوي جدا! أنا اتعلمت الدرس كويس من تانية ثانوي فذاكرت المرة دي آخر شهر وأسبوع ودخلنا الامتحانات.. كانت جاية لناس بتفهم، بتقول لنا تعالوا فكروا.. شغلوا عقلكم! دفعة تالتة في المدرسة كانت 1500 بني آدم، 10 منهم فصل مجموعهم زي ما هو، أنا وواحد تاني بس اللي مجموعنا زاد والباقيين اتخسف بيهم الأرض، وهندسة نزلت سنتنا 3 درجات % كاملين في التنسيق!
جبت في تالتة 94.6 % ليصبح مجموعي الكلي 92.2 % تقريبا وألحق هندسة الفيوم، ويالسخرية البتاع أقابل واحد من اللي كانوا جايبين 98 وبيتريقوا عليّ في "خدمة اجتماعية الفيوم" اللهم إني أشهدك أنني لم أشمت به ولن أفعل!!!
التيرم الأول في هندسة (4 امتياز، تلاتة جيد جدا، واحدة مقبول)، التيرم التاني كانت وفاة والدي الله يرحمه فشلت مادة للأسف، بس لما عديتها كان تقديري الكلي (جيد جدا)..
حولت هندسة القاهرة بشبه معجزة، وحاولت أدخل قسم من الاتنين اللي داخل علشانهم الكلية أساسا، عمارة أو حاسبات، ولأن حاسبات كان خارج متناول اليد انتظمت في عمارة وحضرت بالفعل شهر كامل و ....
ولقيتهم بيقولوا لي نتيجة تنسيقك لسة طالعة واختر مما بين الأقسام :
(مدني – ميكانيكا – بترول – معادن – كيمياء)
اخترت مدني باعتبارها أقرب حاجة لعمارة، واشتدت المشاكل والخلافات العائلية (ربنا يجازي كل اللي كانوا السبب وكل حد كانت نيته وحشة) وسقطت!
كان من حقي أدخل القسم اللي عاوزه فحولت حاسبات، وبرضه للأسف سقطت كمان مرة، وبقيت بأمتحن من الخارج، و لأني كنت بدأت أشتغل ما عرفتش أنظم وقتي أوي، وحصل شوية حاجات وظروف أخرى (مش وقتها خالص دلوقتي) تم فصلي من الكلية وكانت الاختيارات المتاحة أمامي كالتالي :
(تجارة – آداب – خدمة اجتماعية – حقوق) والأربعة انتساب.. أنا اخترت تجارة لأسباب تتعلق بخطتي في حياتي نوعا ما، ولا زلنا في انتظار ما يخبئه لنا القدر..
حاجة أخيرة.. أنا هنا فقدت 90% من الانجليزي اللي اتعلمته في حياتي، وأشياء أخرى كتير..
حسبي الله ونعم الوكيل في كل مسئول عن أحوال التعليم هنا وأولهم حسني مبارك.
"يحكى أنه قبل سبعة عشر قرنا من الزمان (إلا 1685 سنة تقريبا!) كان هناك طفل يدعى مصعب في بلاد تدعى مصر يدرس بالصف الثاني من الحضانة المعروف بالكود الحركي (KG 2) ...
كانت دراسته هادئة إلى أن قررت أسرته أن ينتقلوا إلي بيت آخر، وبالتالي اضطر والده أن ينقله لمدرسة جديدة بجوار المنزل الجديد، وحيث أن KG 2 كانت أعلى في مصاريفها من الصف الأول الابتدائي فقد استغل مدير المدرسة الجديدة (الشرير) أن الطفل كان أصغر بشهرين أو ثلاثة من الصف الأول الابتدائي وألحقه ثانية بـKG 2!!"
آه والله دي بدايتي!
حتى أي حد على الماسينجر (أو على الطبيعة) بيسألني عن تاريخي الدراسي أقول له "دي قصة طوييييييييييييلة تعود إلى KG 2" وما يصدقنيش!
ما علينا.. وصلت لغاية الصف الثالث الابتدائي متأخر سنة بسبب العملة المنيلة بتاعت اسمه ايه ده، وفي التيرم الثاني (كان فاضل شهرين أو تلاتية على الامتحانات تقريبا) والدي قرر إنه يسافر يشتغل برة..
سافرنا باكستان واستقرينا في العاصمة إسلام آباد اللي فيها الجامعة الإسلامية العالمية اللي والدي رحمة الله عليه كان بيدرس فيها شريعة وقانون (أصله خريج دار علوم)..
في نفس هذه السنة -اللي كان فاضل فيها شهرين- بابا قدم لي في السفارة المصرية علشان أمتحن خامسة ابتدائي!
ولأن الامتحانات كانت من منازلهم الوضع ما عجبش بابا، فراح مقدم لي في معهد يمني (سنة رابعة ابتدائي) وكانت مواده تقيلة أوي أوي، أنا فاكر إننا أخدنا كتاب "أجرومية" –نحو يعني- فيه كل النحو اللي أخدته في مصر لغاية أما اتخرجت من ثانوي، وفيه حاجات كمان ما قابلتهاش!
المعهد اليمني كمان كان من منازلهم!
ولذلك قرر أبي أن يلحقني بمدرسة باكستانية، وبالفعل ذاكرت التلات مناهج وجبت ساعتها متوسط 92 %... آه بجد..
التلات سنين اللي بعد كده (من أولى لتالتة إعدادي مصري) عديت على حاجات كتيييييييييييييير أوي أوي..
قعدت تيرم ونص في معهد أزهري -مش فاكر في سنة كام-، وسنتين في مدرسة سعودية، بالإضافة لامتحانات السفارة بكل تأكيد وكذلك مدرستين باكستانيين أخريين!
وأنا في تانية إعدادي أصبت بمرض الصفراء (التهاب كبدي وبائي A) و يادوب ذاكرت قبل الامتحانات بتلات أسابيع لما كنت خفيت والحمدلله ربك ستر..
وأنا في تالتة إعدادي مصري –ركز أوي هنا- كنت بآخد ثانوية عامة بريطاني (GCE) في مدرسة تركيا عاملاها في باكستان! كانوا على سنتنا لغوا الـGCE ونزلوا نظامين أسهل GCSE و IGCSE بس مدرستنا أبت إلا أن تدرس GCE اللي كان أكثرهم شمولا وصعوبة، ولسة معايا كتب منها لغاية دلوقتي، ما تستغربوش .. أصل هم هناك بيعاملوك على مستواك العقلي مش سنك زي بلدنا الموقرة مصر، وكانوا بيقولوا لي : "لغتك الإنجليزية ضعيفة –اللغة بتاعت التعليم في كل مدارس باكستان اللي حضرتها كانت انجليزي- .. علشان كده مش هنعرف نطلعك أكتر من كده بس أنت عقلك يجيب"، بس للأسف رجعنا مصر قبل شهر من الامتحانات وإلا كنت هأبقى واخد ثانوية وأنا عندي 14 سنة!
رجعنا مصر، و حصلت شوية ظروف ملخبطة كتير، ووالدتي توفيت والظروف اتلخبطت أكتر، المهم دخلت المدرسة متأخر شهر ونص تقريبا علشان كان بابا مشغول في دخول بقية إخواتي المدارس وأنا كنت بأساعده..
بعد خناقة بين بابا ومدير "أحمد لطفي السيد الثانوية بنين" اتقر بي المطاف في فصل أولى أول (1/1 ث) "أحمد بهجت فتوح الثانوية بنين"، وهنا ابتدوا يعاملوني على إني كائن فضائي، وكان في مدرسين ما يتنسوش أبدا، أستاذة "هالة" مدرسة الإنجليزي اللي كانت بتحلف بي وبتتباهي بي وسط بقية أولى، و الأستاذة "ليلى" ربنا يـ.. وللا بلاش بتاعت الرياضيات اللي كانت مستقصداني مش عارف ليه!
طلعت تانية ثانوي (فصل تانية أول)، ولأن امتحانات تانية كانت جاية لناس بتحفظ من غير ما تفهم، ولأني ما بأحبش أحفظ من غير ما أفهم ولأني ما ذاكرتش غير آخر شهر بس جبت 89 % تقريبا –يعني ما كنتش أحصل هندسة حلايب وشلاتين!!- ولأني كمان كنت مشترك في الصحافة المدرسية وبأزوغ من بعض الحصص المملة! المهم عدت على خير ودخلت فصل تالتة أول!
كنت أقل واحد جايب مجموع في الفصل، كان معايا ناس جايبة 98 % وأرقام فلكية أخرى! –مش فلكية أوي بس بالنسبة لمستوى المدرسة- وكانوا بيتريقوا علي أوي جدا! أنا اتعلمت الدرس كويس من تانية ثانوي فذاكرت المرة دي آخر شهر وأسبوع ودخلنا الامتحانات.. كانت جاية لناس بتفهم، بتقول لنا تعالوا فكروا.. شغلوا عقلكم! دفعة تالتة في المدرسة كانت 1500 بني آدم، 10 منهم فصل مجموعهم زي ما هو، أنا وواحد تاني بس اللي مجموعنا زاد والباقيين اتخسف بيهم الأرض، وهندسة نزلت سنتنا 3 درجات % كاملين في التنسيق!
جبت في تالتة 94.6 % ليصبح مجموعي الكلي 92.2 % تقريبا وألحق هندسة الفيوم، ويالسخرية البتاع أقابل واحد من اللي كانوا جايبين 98 وبيتريقوا عليّ في "خدمة اجتماعية الفيوم" اللهم إني أشهدك أنني لم أشمت به ولن أفعل!!!
التيرم الأول في هندسة (4 امتياز، تلاتة جيد جدا، واحدة مقبول)، التيرم التاني كانت وفاة والدي الله يرحمه فشلت مادة للأسف، بس لما عديتها كان تقديري الكلي (جيد جدا)..
حولت هندسة القاهرة بشبه معجزة، وحاولت أدخل قسم من الاتنين اللي داخل علشانهم الكلية أساسا، عمارة أو حاسبات، ولأن حاسبات كان خارج متناول اليد انتظمت في عمارة وحضرت بالفعل شهر كامل و ....
ولقيتهم بيقولوا لي نتيجة تنسيقك لسة طالعة واختر مما بين الأقسام :
(مدني – ميكانيكا – بترول – معادن – كيمياء)
اخترت مدني باعتبارها أقرب حاجة لعمارة، واشتدت المشاكل والخلافات العائلية (ربنا يجازي كل اللي كانوا السبب وكل حد كانت نيته وحشة) وسقطت!
كان من حقي أدخل القسم اللي عاوزه فحولت حاسبات، وبرضه للأسف سقطت كمان مرة، وبقيت بأمتحن من الخارج، و لأني كنت بدأت أشتغل ما عرفتش أنظم وقتي أوي، وحصل شوية حاجات وظروف أخرى (مش وقتها خالص دلوقتي) تم فصلي من الكلية وكانت الاختيارات المتاحة أمامي كالتالي :
(تجارة – آداب – خدمة اجتماعية – حقوق) والأربعة انتساب.. أنا اخترت تجارة لأسباب تتعلق بخطتي في حياتي نوعا ما، ولا زلنا في انتظار ما يخبئه لنا القدر..
حاجة أخيرة.. أنا هنا فقدت 90% من الانجليزي اللي اتعلمته في حياتي، وأشياء أخرى كتير..
حسبي الله ونعم الوكيل في كل مسئول عن أحوال التعليم هنا وأولهم حسني مبارك.